الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَحَقُّ عافٍ بِدَمعِكَ الهِمَمُ * أَحدَثُ شَيءٍ عَهدًا بِها القِدَمُ
2 وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما * تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ
3 لا أَدَبٌ عِندَهُمْ وَلا حَسَبٌ * وَلا عُهودٌ لَهُمْ وَلا ذِمَمُ
4 بِكُلِّ أَرضٍ وَطِئتُها أُمَمٌ * تُرعَى لِعَبدٍ كَأَنَّها غَنَمُ
5 يَستَخشِنُ الخَزَّ حينَ يَلمُسُهُ * وَكانَ يُبرى بِظُفرِهِ القَلَمُ
6 إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما * أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ
7 وَكَيفَ لا يُحسَدُ امرُؤٌ عَلَمٌ * لَهُ عَلى كُلِّ هامَةٍ قَدَمُ
8 يَهابُهُ أَبسأُ الرِجالِ بِهِ * وَتَتَّقي حَدَّ سَيفِهِ البُهَمُ
9 كَفانِيَ الذَمَّ أَنَّني رَجُلٌ * أَكرَمُ مالٍ مَلَكتُهُ الكَرَمُ
10 يَجني الغِنى لِلِّئامِ لَو عَقَلوا * ما لَيسَ يَجني عَلَيهِمِ العَدَمُ
11 هُمُ لِأَموالِهِم وَلَسنَ لَهُمْ * وَالعارُ يَبقى وَالجُرحُ يَلتَئِمُ
12 مَن طَلَبَ المَجدَ فَليَكُن كَعَلِيـ * ـيٍ يَهَبُ الأَلفَ وَهوَ يَبتَسِمُ
13 وَيَطعَنُ الخَيلَ كُلَّ نافِذَةٍ * لَيسَ لَها مِن وَحائِها أَلَمُ
14 وَيَعرِفُ الأَمرَ قَبلَ مَوقِعِهِ * فَما لَهُ بَعدَ فِعلِهِ نَدَمُ
15 وَالأَمرُ وَالنَهيُ وَالسَلاهِبُ وَالـ * ـبيضُ لَهُ وَالعَبيدُ وَالحَشَمُ
16 وَالسَطَواتُ الَّتي سَمِعتَ بِها * تَكادُ مِنها الجِبالُ تَنفَصِمُ
17 يُرعيكَ سَمعًا فيهِ استِماعٌ إِلى الد * داعي وَفيهِ عَنِ الخَنا صَمَمُ
18 يُريكَ مِن خَلقِهِ غَرائِبَهُ * في مَجدِهِ كَيفَ تُخلَقُ النَسَمُ
19 مِلتُ إِلى مَن يَكادُ بَينَكُما * إِن كُنتُما السائِلَينِ يَنقَسِمُ
20 مِن بَعدِ ما صيغَ مِن مَواهِبِهِ * لِمَن أُحِبُّ الشُنوفُ وَالخَدَمُ
21 ما بَذَلَتْ ما بِهِ يَجودُ يَدٌ * وَلا تَهَدّى لِما يَقولُ فَمُ
22 بَنو العَفَرنى مَحَطَّةَ الأَسَدِ الـ * ـأُسدُ وَلَكِن رِماحُها الأَجَمُ
23 قَومٌ بُلوغُ الغُلامِ عِندَهُمُ * طَعنُ نُحورِ الكُماةِ لا الحُلُمُ
24 كَأَنَّما يولَدُ النَدى مَعَهُمْ * لا صِغَرٌ عاذِرٌ وَلا هَرِمُ
25 إِذا تَوَلَّوا عَداوَةً كَشَفوا * وَإِن تَوَلَّوا صَنيعَةً كَتَموا
26 تَظُنُّ مِن فَقدِكَ اعتِدادَهُمُ * أَنَّهُمْ أَنعَموا وَما عَلِموا
27 إِن بَرَقوا فَالحُتوفُ حاضِرَةٌ * أَو نَطَقوا فَالصَوابُ وَالحِكَمُ
28 أَو حَلَفوا بِالغَموسِ وَاجتَهَدوا * فَقَولُهُمْ «خابَ سائِلي» القَسَمُ
29 أَو رَكِبوا الخَيلَ غَيرَ مُسرَجَةٍ * فَإِنَّ أَفخاذَهُم لها حُزُمُ
30 أَو شَهِدوا الحَربَ لاقِحًا أَخَذوا * مِن مُهَجِ الدارِعينَ ما احتَكَموا
31 تُشرِقُ أَعراضُهُمْ وَأَوجُهُهُمْ * كَأَنَّها في نُفوسِهِمْ شِيَمُ
32 لَولاكَ لَم أَترُكِ البُحَيرَةَ وَالـ * ـغَورُ دَفيءٌ وَماؤُها شَبِمُ
33 وَالمَوجُ مِثلُ الفُحولِ مُزبِدَةً * تَهدِرُ فيها وَما بِها قَطَمُ
34 وَالطَيرُ فَوقَ الحَبابِ تَحسَبُها * فُرسانَ بُلقٍ تَخونُها اللُجُمُ
35 كَأَنَّها وَالرِياحُ تَضرِبُها * جَيشا وَغًى هازِمٌ وَمُنهَزِمُ
36 كَأَنَّها في نَهارِها قَمَرٌ * حَفَّ بِهِ مِن جِنانِها ظُلَمُ
37 ناعِمَةُ الجِسمِ لا عِظامَ لَها * لَها بَناتٌ وَما لَها رَحِمُ
38 يُبقَرُ عَنهُنَّ بَطنُها أَبَدًا * وَما تَشَكّى وَلا يَسيلُ دَمُ
39 تَغَنَّتِ الطَيرُ في جَوانِبِها * وَجادَتِ الرَوضُ حَولَها الدِيَمُ
40 فَهيَ كَماوِيَّةٍ مُطَوَّقَةٍ * جُرِّدَ عَنها غِشاؤُها الأَدَمُ
41 يَشينُها جَريُها عَلى بَلَدٍ * تَشينُهُ الأَدعِياءُ وَالقَزَمُ
42 أَبا الحُسَينِ استَمِع فَمَدحُكُمُ * في الفِعلِ قَبلَ الكَلامِ مُنتَظِمُ
43 وَقَد تَوالى العِهادُ مِنهُ لَكُمْ * وَجادَتِ المَطرَةُ الَّتي تَسمُ
44 أُعيذُكُم مِن صُروفِ دَهرِكُمُ * فَإِنَّهُ في الكِرامِ مُتَّهَمُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح علي بن إبراهيم التنوخي

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (58)،
2 - الأبيات (2-6) في صفحة (59)،
3 - الأبيات (7-11) في صفحة (60)،
4 - البيتان (12-13) في صفحة (61)،
5 - الأبيات (14-17) في صفحة (62)،
6 - الأبيات (18-22) في صفحة (63)،
7 - البيت (23) في صفحة (64)،
8 - الأبيات (24-28) في صفحة (65)،
9 - الأبيات (29-33) في صفحة (66)،
10 - الأبيات (34-36) في صفحة (67)،
11 - الأبيات (37-43) في صفحة (68)،
12 - البيت (44) في صفحة (69)،

الرابط المختصر