1 |
أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمدًا وَلا ذَمّا |
* |
فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما |
2 |
إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى |
* |
يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى |
3 |
لَكِ اللهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها |
* |
قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرَ مُلحِقِها وَصما |
4 |
أَحِنُّ إِلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَتْ بِها |
* |
وَأَهوى لِمَثواها التُرابَ وَما ضَمّا |
5 |
بَكَيتُ عَلَيها خيفَةً في حَياتِها |
* |
وَذاقَ كِلانا ثُكلَ صاحِبِهِ قِدما |
6 |
وَلَو قَتَلَ الهَجرُ المُحِبّينَ كُلَّهُمْ |
* |
مَضى بَلَدٌ باقٍ أَجَدَّتْ لَهُ صَرما |
7 |
مَنافِعُها ما ضَرَّ في نَفعِ غَيرِها |
* |
تَغَذّى وَتَروى أَن تَجوعَ وَأَن تَظما |
8 |
عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بِنا |
* |
فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما |
9 |
أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ |
* |
فَماتَتْ سُرورًا بي فَمُتُّ بِها همّا |
10 |
حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني |
* |
أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا |
11 |
تَعَجَّبُ مِن خَطّي وَلَفظي كَأَنَّها |
* |
تَرى بِحُروفِ السَطرِ أَغرِبَةً عُصما |
12 |
وَتَلثَمُهُ حَتّى أَصارَ مِدادُهُ |
* |
مَحاجِرَ عَينَيها وَأَنيابَها سُحما |
13 |
رَقا دَمعُها الجاري وَجَفَّتْ جُفونُها |
* |
وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدَ ما أَدمى |
14 |
وَلَم يُسلِها إِلّا المَنايا وَإِنَّما |
* |
أَشَدُّ مِنَ السُقمِ الَّذي أَذهَبَ السُقما |
15 |
طَلَبتُ لَها حَظًّا فَفاتَتْ وَفاتَني |
* |
وَقَد رَضِيَت بي لَو رَضيتُ بِها قِسما |
16 |
فَأَصبَحتُ أَستَسقي الغَمامُ لِقَبرِها |
* |
وَقَد كُنتُ أَستَسقي الوَغى وَالقَنا الصُمّا |
17 |
وَكُنتُ قُبَيلَ المَوتِ أَستَعظِمُ النَوى |
* |
فَقَد صارَتِ الصُغرى الَّتي كانَتِ العُظمى |
18 |
هَبيني أَخَذتُ الثَأرَ فيكِ مِنَ العِدا |
* |
فَكَيفَ بِأَخذِ الثَأرِ فيكِ مِنَ الحُمّى |
19 |
وَما انسَدَّتِ الدُنيا عَلَيَّ لِضيقِها |
* |
وَلَكِنَّ طَرفًا لا أَراكِ بِهِ أَعمى |
20 |
فَوا أَسَفا أَن لا أُكِبَّ مُقَبِّلاً |
* |
لِرَأسِكِ وَالصَدرِ الَّذي مُلِئا حَزما |
21 |
وَأَن لا أُلاقي روحَكِ الطَيِّبَ الَّذي |
* |
كَأَنَّ ذَكِيَّ المِسكِ كانَ لَهُ جِسما |
22 |
وَلَو لَم تَكوني بِنتَ أَكرَمِ والِدٍ |
* |
لَكانَ أَباكِ الضَخمَ كَونُكِ لي أُمّا |
23 |
لَئِن لَذَّ يَومُ الشامِتينَ بِيَومِها |
* |
فَقَد وَلَدَتْ مِنّي لِأَنفِهِمُ رَغما |
24 |
تَغَرَّبَ لا مُستَعظِمًا غَيرَ نَفسِهِ |
* |
وَلا قابِلاً إِلّا لِخالِقِهِ حُكما |
25 |
وَلا سالِكًا إِلّا فُؤادَ عَجاجَةٍ |
* |
وَلا واجِدًا إِلّا لِمَكرُمَةٍ طَعما |
26 |
يَقولونَ لي ما أَنتَ في كُلِّ بَلدَةٍ |
* |
وَما تَبتَغي ما أَبتَغي جَلَّ أَن يُسمى |
27 |
كَأَنَّ بَنيهِمْ عالِمونَ بِأَنَّني |
* |
جَلوبٌ إِلَيهِْم مِن مَعادِنِهِ اليُتما |
28 |
وَما الجَمعُ بَينَ الماءِ وَالنارِ في يَدي |
* |
بِأَصعَبَ مِن أَن أَجمَعَ الجَدَّ وَالفَهما |
29 |
وَلَكِنَّني مُستَنصِرٌ بِذُبابِهِ |
* |
وَمُرتَكِبٌ في كُلِّ حالٍ بِهِ الغَشما |
30 |
وَجاعِلُهُ يَومَ اللِقاءِ تَحِيَّتي |
* |
وَإِلّا فَلَستُ السَيِّدَ البَطَلَ القَرما |
31 |
إِذا قَلَّ عَزمي عَن مَدىً خَوفَ بُعدِهِ |
* |
فَأَبعَدُ شَيءٍ مُمكِنٌ لَم يَجِد عَزما |
32 |
وَإِنّي لَمِن قَومٍ كَأَنَّ نُفوسَنا |
* |
بِها أَنَفٌ أَن تَسكُنَ اللَحمَ وَالعَظما |
33 |
كَذا أَنا يا دُنيا إِذا شِئتِ فَاذهَبي |
* |
وَيا نَفسُ زيدي في كَرائِهِها قُدما |
34 |
فَلا عَبَرَت بي ساعَةٌ لا تُعِزُّني |
* |
وَلا صَحِبَتني مُهجَةٌ تَقبَلُ الظُلما |