الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ * وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
2 وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ * إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
3 سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً * مِنَ الضَيمِ مَرمِيًّا بِها كُلُّ مَخرَمِ
4 رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ * عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
5 وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ * بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّمِ
6 فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ * عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ
7 رَمى وَاتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اتَّقى * هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي
8 إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ * وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
9 وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ * وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
10 أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ * وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
11 وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ * مَتى أَجزِهِ حِلمًا عَلى الجَهلِ يَندَمِ
12 وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ * جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
13 وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ * نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ
14 خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت * بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ
15 وَلا عِفَّةٌ في سَيفِهِ وَسِنانِهِ * وَلَكِنَّها في الكَفِّ وَالفَرجِ وَالفَمِ
16 وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ * وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ
17 فِدىً لِأَبي المِسكِ الكِرامُ فَإِنَّها * سَوابِقُ خَيلٍ يَهتَدينَ بِأَدهَمِ
18 أَغَرَّ بِمَجدٍ قَد شَخَصنَ وَراءَهُ * إِلى خُلُقٍ رَحبٍ وَخَلقٍ مُطَهَّمِ
19 إِذا مَنَعَت مِنكَ السِياسَةُ نَفسَها * فَقِف وَقفَةً قُدّامَهُ تَتَعَلَّمِ
20 يَضيقُ عَلى مَن راءَهُ العُذرُ أَن يُرى * ضَعيفَ المَساعي أَو قَليلَ التَكَرُّمِ
21 وَمَن مِثلُ كافورٍ إِذا الخَيلُ أَحجَمَت * وَكانَ قَليلاً مَن يَقولُ لَها اقدُمي
22 شَديدُ ثَباتِ الطِّرفِ وَالنَقعُ واصِلٌ * إِلى لَهَواتِ الفارِسِ المُتَلَثِّمِ
23 أَبا المِسكِ أَرجو مِنكَ نَصرًا عَلى العِدا * وَآمُلُ عِزًّا يَخضِبُ البيضَ بِالدَمِ
24 وَيَومًا يَغيظُ الحاسِدينَ وَحالَةً * أُقيمُ الشَقا فيها مَقامَ التَنَعُّمِ
25 وَلَم أَرجُ إِلا أَهلَ ذاكَ وَمَن يُرِد * مَواطِرَ مِن غَيرِ السَحائِبِ يَظلَّمِ
26 فَلَو لَم تَكُن في مِصرَ ما سِرتُ نَحوَها * بِقَلبِ المَشوقِ المُستَهامِ المُتَيَّمِ
27 وَلا نَبَحَت خَيلي كِلابُ قَبائِلٍ * كَأَنَّ بِها في اللَيلِ حَملاتِ دَيلَمِ
28 وَلا اتَّبَعَت آثارَنا عَينُ قائِفٍ * فَلَم تَرَ إِلا حافِرًا فَوقَ مَنسِمِ
29 وَسَمنا بِها البَيداءَ حَتّى تَغَمَّرَت * مِنَ النيلِ وَاستَذرَت بِظِلِّ المُقَطَّمِ
30 وَأَبلَخَ يَعصي بِاختِصاصي مُشيرَهُ * عَصَيتُ بِقَصديهِ مُشيري وَلوَّمي
31 فَساقَ إِلَيَّ العُرفَ غَيرَ مُكَدَّرٍ * وَسُقتُ إِلَيهِ الشُكرَ غَيرَ مُجَمجَمِ
32 قَدِ اختَرتُكَ الأَملاكَ فَاختَر لَهُمْ بِنا * حَديثًا وَقَد حَكَّمتُ رَأيَكَ فَاحكُمِ
33 فَأَحسَنُ وَجهٍ في الوَرى وَجهُ مُحسِنٍ * وَأَيمَنُ كَفٍّ فيهِمُ كَفُّ مُنعِمِ
34 وَأَشرَفُهُمْ مَن كانَ أَشرَفَ هِمَّةً * وَأَكبَرَ إِقدامًا عَلى كُلِّ مُعظَمِ
35 لِمَن تَطلُبُ الدُنيا إِذا لَم تُرِد بِها * سُرورَ مُحِبٍّ أَو إِساءَةَ مُجرِمِ
36 وَقَد وَصَلَ المُهرُ الَّذي فَوقَ فَخذِهِ * مِنِ اسمِكِ ما في كُلِّ عُنقٍ وَمِعصَمِ
37 لَكَ الحَيَوانُ الراكِبُ الخَيلَ كُلُّهُ * وَإِن كانَ بِالنِّيرانِ غَيرَ مُوَسَّمِ
38 وَلَو كُنتُ أَدري كَم حَياتي قَسَمتُها * وَصَيَّرتُ ثُلثَيها انتِظارَكَ فَاعلَمِ
39 وَلَكِنَّ ما يَمضي مِنَ العُمرِ فائِتٌ * فَجُد لي بِحَظِّ البادِرِ المُتَغَنِّمِ
40 رَضيتُ بِما تَرضى بِهِ لي مَحَبَّةً * وَقُدتُ إِلَيكَ النَفسَ قَودَ المُسَلِّمِ
41 وَمِثلُكَ مَن كانَ الوَسيطَ فُؤادُهُ * فَكَلَّمَهُ عَنّي وَلَم أَتَكَلَّمِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح كافورا وقد أهدى إليه مهرا أدهم

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (134)،
2- الأبيات (5-10) في صفحة (135)،
3 - الأبيات (11-14) في صفحة (136)،
4 - الأبيات (15-18) في صفحة (137)،
5 - البيات (19-23) في صفحة (138)،
6 - الأبيات (24-28) في صفحة (139)،
7 - الأبيات (29-32) في صفحة (140)،
8 - الأبيات (33-37) في صفحة (141)،
9 - الأبيات (38-41) في صفحة (142)،

الرابط المختصر