الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ * وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ
2 وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها * فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ
3 تُسَوِّدُ الشَمسُ مِنّا بيضَ أَوجُهِنا * وَلا تُسَوِّدُ بيضَ العُذْرِ وَاللِمَمِ
4 وَكانَ حالُهُما في الحُكمِ واحِدَةً * لَوِ اِحتَكَمنا مِنَ الدُنيا إِلى حَكَمِ
5 وَنَترُكُ الماءَ لا يَنفَكُّ مِن سَفَرٍ * ما سارَ في الغَيمِ مِنهُ سارَ في الأَدَمِ
6 لا أُبغِضُ العيسَ لَكِنّي وَقَيتُ بِها * قَلبي مِنَ الحُزنِ أَو جِسمي مِنَ السَقَمِ
7 طَرَدتُ مِن مِصرَ أَيديها بِأَرجُلِها * حَتّى مَرَقنَ بِنا مِن جَوشَ وَالعَلَمِ
8 تَبرِي لَهُنَّ نَعامُ الدَوِّ مُسرَجَةً * تُعارِضُ الجُدُلَ المُرخاةَ بِاللُجُمِ
9 في غِلمَةٍ أَخطَروا أَرواحَهُمْ وَرَضوا * بِما لَقينَ رِضا الأَيسارِ بِالزَلَمِ
10 تَبدو لَنا كُلَّما أَلقَوا عَمائِمَهُمْ * عَمائِمٌ خُلِقَت سودًا بِلا لُثُمِ
11 بيضُ العَوارِضِ طَعّانونَ مَن لَحِقوا * مِنَ الفَوارِسِ شَلّالونَ لِلنَعَمِ
12 قَد بَلَّغوا بِقَناهُمْ فَوقَ طاقَتِهِ * وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِمْ مِنَ الهِمَمِ
13 في الجاهِلِيَّةِ إِلّا أَنَّ أَنفُسَهُمْ * مِن طيبِهِنَّ بِهِ في الأَشهُرِ الحُرُمِ
14 ناشوا الرِماحَ وَكانَت غَيرَ ناطِقَةٍ * فَعَلَّموها صِياحَ الطَيرِ في البُهَمِ
15 تَخدي الرِكابُ بِنا بيضًا مَشافِرُها * خُضرًا فَراسِنُها في الرُغلِ وَاليَنَمِ
16 مَكعومَةً بِسِياطِ القَومِ نَضرِبُها * عَن مَنبِتِ العُشبِ نَبغي مَنبِتَ الكَرَمِ
17 وَأَينَ مَنبِتُهُ مِن بَعدِ مَنبِتِهِ * أَبي شُجاعِ قَريعِ العُرْبِ وَالعَجَمِ
18 لا فاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقصِدُهُ * وَلا لَهُ خَلَفٌ في الناسِ كُلِّهِمِ
19 مَن لا تُشابِهُهُ الأَحياءُ في شِيَمِ * أَمسى تُشابِهُهُ الأَمواتُ في الرِّمَمِ
20 عَدِمتُهُ وَكَأَنّي سِرتُ أَطلُبُهُ * فَما تَزيدُنِيَ الدُنيا عَلى العَدَمِ
21 ما زِلتُ أُضحِكُ إِبلي كُلَّما نَظَرَتْ * إِلى مَنِ اِختَضَبَتْ أَخفافُها بِدَمِ
22 أُسيرُها بَينَ أَصنامٍ أُشاهِدُها * وَلا أُشاهِدُ فيها عِفَّةَ الصَنَمِ
23 حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي * المَجدُ لِلسَيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ
24 اِكتُب بِنا أَبَدًا بَعدَ الكِتابِ بِهِ * فَإِنَّما نَحنُ لِلأَسيافِ كَالخَدَمِ
25 أَسمَعتِني وَدَوائي ما أَشَرتِ بِهِ * فَإِن غَفِلتُ فَدائي قِلَّةُ الفَهَمِ
26 مَنِ اِقتَضى بِسِوى الهِندِيِّ حاجَتَهُ * أَجابَ كُلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بِلَمِ
27 تَوَهَّمَ القَومُ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا * وَفي التَقَرُّبِ ما يَدعو إِلى التُّهَمِ
28 وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً * بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ
29 فَلا زِيارَةَ إِلّا أَن تَزورَهُمُ * أَيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصقولَةِ الخُذُمِ
30 مِن كُلِّ قاضِيَّةٍ بِالمَوتِ شَفرَتُهُ * ما بَينَ مُنتَقَمٍ مِنهُ وَمُنتَقِمِ
31 صُنّا قَوائِمَها عَنهُمْ فَما وَقَعَتْ * مَواقِعَ اللُؤمِ في الأَيدي وَلا الكَزَمِ
32 هَوِّن عَلى بَصَرٍ ما شَقَّ مَنظَرُهُ * فَإِنَّما يَقَظاتُ العَينِ كَالحُلُمِ
33 وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ * شَكوى الجَريحِ إِلى الغِربانِ وَالرَخَمِ
34 وَكُن عَلى حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ * وَلا يَغُرُّكَ مِنهُمْ ثَغرُ مُبتَسِمُ
35 غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ * وَأَعوَزَ الصِدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ
36 سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها * فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةَ الأَلَمِ
37 الدَهرُ يَعجَبُ مِن حَملي نَوائِبَهُ * وَصَبرِ جِسمي عَلى أَحداثِهِ الحُطُمِ
38 وَقتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدَّتَهُ * في غَيرِ أُمَّتِهِ مِن سالِفِ الأُمَمِ
39 أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ * فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يذكر مسيره من مصر، ويرثي فاتكا

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (155)،
2 - الأبيات (5-8) في صفحة (156)،
3 - الأبيات (9-14) في صفحة (157)،
4 - الأبيات (15-18) في صفحة (158)،
5 - الأبيات (19-23) في صفحة (159)،
6 - الأبيات (24-26) في صفحة (160)،
7 - الأبيات (27-31) في صفحة (161)،
8 - الأبيات (22-35) في صفحة (162)،
9 - الأبيات (36-39) في صفحة (163)،

الرابط المختصر