الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا * تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا
2 أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها * لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا
3 وَلَو بَدَتْ لَأَتاهَتهُمْ فَحَجَّبَها * صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا
4 بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ * يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا
5 أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ * إِذا نَضاها وَيُكسى الحُسنَ عُريانا
6 يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ * حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا
7 قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري * فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُمْ هانا
8 تُهدِي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُمْ * وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا
9 إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني * قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا
10 أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني * وَلا أُعاتِبُهُ صَفحًا وَإِهوانا
11 وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني * إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا
12 مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري * أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا
13 لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُتْ طَمَعًا * وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا
14 وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ * وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا
15 لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ * ما دُمتُ حَيًّا وَما قَلقَلنَ كَيرانا
16 لَوَ استَطَعتُ رَكِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ * إِلى سَعيدِ بنِ عَبدِ اللهِ بُعرانا
17 فَالعيسُ أَعقَلُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ * عَمّا يَراهُ مِنَ الإِحسانِ عُميانا
18 ذاكَ الجَوادُ وَإِن قَلَّ الجَوادُ لَهُ * ذاكَ الشُجاعُ وَإِن لَم يَرضَ أَقرانا
19 ذاكَ المُعِدُّ الَّذي تَقنو يَداهُ لَنا * فَلَو أُصيبَ بِشَيءٍ مِنهُ عَزّانا
20 خَفَّ الزَمانُ عَلى أَطرافِ أَنمُلِهِ * حَتّى تُوُهِّمنَ لِلأَزمانِ أَزمانا
21 يَلقى الوَغى وَالفَنا وَالنازِلاتِ بِهِ * وَالسَيفَ وَالضَيفَ رَحبَ الباعِ جَذلانا
22 تَخالُهُ مِن ذَكاءِ القَلبِ مُحتَمِيًا * وَمِن تَكَرُّمِهِ وَالبِشرِ نَشوانا
23 وَتَسحَبُ الحِبَرَ القَيناتُ رافِلَةً * في جودِهِ وَتَجُرُّ الخَيلُ أَرسانا
24 يُعطي المُبَشِّرَ بِالقُصّادِ قَبلَهُمُ * كَمَن يُبَشِّرُهُ بِالماءِ عَطشانا
25 جَزَت بَني الحَسَنِ الحُسنى فَإِنَّهُمُ * في قَومِهِمْ مِثلُهُمْ في الغُرِّ عَدنانا
26 ما شَيَّدَ اللهُ مِن مَجدٍ لِسالِفِهِمْ * إِلّا وَنَحنُ نَراهُ فيهِمُ الآنا
27 إِن كوتِبوا أَو لَقُوا أَو حورِبوا وُجِدوا * في الخَطِّ وَاللَفظِ وَالهَيجاءِ فُرسانا
28 كَأَنَّ أَلسُنَهُمْ في النُطقِ قَد جُعِلَتْ * عَلى رِماحِهِمُ في الطَعنِ خِرصانا
29 كَأَنَّهُمْ يَرِدونَ المَوتَ مِن ظَمَأٍ * أَو يَنشَقونَ مِنَ الخَطِّيِّ رَيحانا
30 الكائِنينَ لِمَن أَبغي عَداوَتَهُ * أَعدى العِدا وَلِمَن آخَيتُ إِخوانا
31 خَلائِقٌ لَو حَواها الزِنجُ لَانقَلَبوا * ظُميَ الشِفاهِ جِعادَ الشَعرِ غُرّانا
32 وَأَنفُسٌ يَلمَعِيّاتٌ تُحِبُّهُمُ * لَها اضطِرارًا وَلَو أَقصَوكَ شَنآنا
33 الواضِحينَ أُبُوّاتٍ وَأَجبِنَةً * وَوالِداتٍ وَأَلبابًا وَأَذهانا
34 يا صائِدَ الجَحفَلِ المَرهوبِ جانِبُهُ * إِنَّ اللِيوثَ تَصيدُ الناسَ أُحدانا
35 وَواهِبًا كُلُّ وَقتٍ وَقتُ نائِلِهِ * وَإِنَّما يَهَبُ الوَهّابُ أَحيانا
36 أَنتَ الَّذي سَبَكَ الأَموالَ مَكرُمَةً * ثُمَّ اتَّخَذتَ لَها السُؤآلَ خُزّانا
37 عَلَيكَ مِنكَ إِذا أُخليتَ مُرتَقِبٌ * لَم تَأتِ في السِرِّ ما لَم تَأتِ إِعلانا
38 لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ * أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا
39 فَإِنَّ مِثلَكَ باهَيتُ الكِرامَ بِهِ * وَرَدَّ سُخطًا عَلى الأَيّامِ رِضوانا
40 وَأَنتَ أَبعَدُهُمْ ذِكرًا وَأَكبَرُهُمْ * قَدرًا وَأَرفَعُهُمْ في المَجدِ بُنيانا
41 قَد شَرَّفَ اللهُ أَرضًا أَنتَ ساكِنُها * وَشَرَّفَ الناسَ إِذ سَوّاكَ إِنسانا

بيانات القصيدة

ملحوظة

يمدح أبا سهل سعيد بن عبد الله الأنطاكي

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (220)،
2 - الأبيات (2-4) في صفحة (221)،
3 - البيات (5-8) في صفحة (222)،
4 - الأبيات (9-12) في صفحة (223)،
5 - الأبيات (13-16) في صفحة (224)،
6 - البيتان (17-18) في صفحة (225)،
7 - الأبيات (19-23) في صفحة (226)،
8 - الأبيات (24-27) في صفحة (227)،
9 - الأبيات (28-31) في صفحة (228)،
10 - الأبيات (32-34) في صفحة (229)،
11 - الأبيات (35-38) في صفحة (230)،
12 - الأبيات (39-41) في صفحة (231)،

الرابط المختصر