وَخَطَبَ الضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ الفِهْرِيُّ على منبرِ الكوفةِ وقد كان بَلَغَه أَنَّ قومًا مِن أهلِها يشتمونَ عثمانَ ويبرؤون منه، فقال :
بَلَغَنِي أَنَّ رِجالاً منكم ضُلاَّلاً يَشْتُمونَ أئمةَ الهُدَى، ويَعِيبُون أسلافَنا الصالحينَ. أَمَا والذي ليس له نِدٌّ، ولا شريكٌ لَئِنْ لم تَنْتَهُوا عَمَّا يَبْلُغُني عنكم لأَضَعَنَّ فيكم سيفَ زيادٍ ثم لا تَجِدُونني ضَعِيفَ السَّوْرَةِ، ولا كَلِيلَ الشَّفْرَةِ.
أَمَا إِنِّي لصاحبُكم الذي أَغَرْتُ على بلادكم فكنتُ أولَ مَن غَزَاها في الإسلام، وشَرِبَ مِن ماءِ الثَّعْلَبِيَّةِ،
ومِن شَاطِئِ الفُرَاتِ، أُعَاقِبُ مَن شئتُ، وأعفو عَمَّن شئتُ، لَقدَ ذَعَرْتُ المُخَدَّرَاتِ في خُدُورِهِنَّ وإنْ كانت المرأةُ لَيَبْكِي ابنُها فلا تُرْهِبُهُ ولا تُسْكِتُهُ إِلاَّ بِذِكْرِ اسمي، فاتقوا اللهَ يا أهلَ العراقِ، أنا الضَّحاكُ بنُ قيسٍ، أنا أبو أُنَيسٍ، أنا قاتلُ عمرٍو بنِ عُميسٍ.
فقام إليه عبدُ الرحمن بنُ عبيدٍ، فقال :
صدق الأمير، وأحسن القول، ما أعرفنا والله بما ذكرتَ، ولقد لَقِيناك بِغَرْبِيِّ تَدْمُرَ فوجدناك شجاعًا مُجَرَّبًا صَبورًا.
ثم جلس، وقال : أيفخرُ علينا بما صنع ببلادنا أولَ ما قَدِمَ وايمُ اللهِ لأُذَكِّرَنَّهُ أَبْغَضَ مَوَاطِنِهِ إليه.
فَسَكَتَ الضَّحاكُ قليلا وكأَنَّه خَزِيَ واستحيا، ثم قال :
نعم كان ذلك اليوم بأُخْرَةٍ، بكلام ثقيل، ثم نزل.
بَلَغَنِي أَنَّ رِجالاً منكم ضُلاَّلاً يَشْتُمونَ أئمةَ الهُدَى، ويَعِيبُون أسلافَنا الصالحينَ. أَمَا والذي ليس له نِدٌّ، ولا شريكٌ لَئِنْ لم تَنْتَهُوا عَمَّا يَبْلُغُني عنكم لأَضَعَنَّ فيكم سيفَ زيادٍ ثم لا تَجِدُونني ضَعِيفَ السَّوْرَةِ، ولا كَلِيلَ الشَّفْرَةِ.
أَمَا إِنِّي لصاحبُكم الذي أَغَرْتُ على بلادكم فكنتُ أولَ مَن غَزَاها في الإسلام، وشَرِبَ مِن ماءِ الثَّعْلَبِيَّةِ،
ومِن شَاطِئِ الفُرَاتِ، أُعَاقِبُ مَن شئتُ، وأعفو عَمَّن شئتُ، لَقدَ ذَعَرْتُ المُخَدَّرَاتِ في خُدُورِهِنَّ وإنْ كانت المرأةُ لَيَبْكِي ابنُها فلا تُرْهِبُهُ ولا تُسْكِتُهُ إِلاَّ بِذِكْرِ اسمي، فاتقوا اللهَ يا أهلَ العراقِ، أنا الضَّحاكُ بنُ قيسٍ، أنا أبو أُنَيسٍ، أنا قاتلُ عمرٍو بنِ عُميسٍ.
فقام إليه عبدُ الرحمن بنُ عبيدٍ، فقال :
صدق الأمير، وأحسن القول، ما أعرفنا والله بما ذكرتَ، ولقد لَقِيناك بِغَرْبِيِّ تَدْمُرَ فوجدناك شجاعًا مُجَرَّبًا صَبورًا.
ثم جلس، وقال : أيفخرُ علينا بما صنع ببلادنا أولَ ما قَدِمَ وايمُ اللهِ لأُذَكِّرَنَّهُ أَبْغَضَ مَوَاطِنِهِ إليه.
فَسَكَتَ الضَّحاكُ قليلا وكأَنَّه خَزِيَ واستحيا، ثم قال :
نعم كان ذلك اليوم بأُخْرَةٍ، بكلام ثقيل، ثم نزل.