موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> مرة بن ذهل بن شيبان >> بين مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان
لما قتل جساسُ بنُ مرةَ بنِ ذهلٍ الشيبانيُّ كليبَ بنَ ربيعةَ التغلبيَّ تشمّرَ أخوه مُهلهِلٌ، واستعد لحرب بكرٍ، وجمع إليه قومَه، فأرسل رجالا منهم إلى بني شيبانَ، فأتوا مرةَ بنَ ذهلِ بنِ شيبانَ أبا جساسٍ وهو في نادي قومِه، فقالوا له :
إنكم أتيتم عظيما بقتلكم كليبا بنابٍ من الإبلِ، فقطعتم الرحمَ، وانتهكتم الحرمةَ، وإنا كرهنا العجلةَ عليكم دون الإعذارِ إليكم، ونحن نعرض عليكم خلالا أربعا لكم فيها مخرجٌ ولنا فيها مقنعٌ، فقال مرةُ : وما هي؟
قالوا : تحيي لنا كليبا، أو تدفعُ إلينا جساسا قاتلَه فنقتلُه به، أو هماما فإنه كفءٌ له، أو تمكنُنا من نفسك فإن فيك وفاءً من دمه.
فقال : أما إحيائي كليبا فهذا ما لا يكونُ، وأما الجساسُ فإنه غلام طعن طعنةً على عجل ثم ركب فرسه فلا أدري أي البلاد احتوى عليه، وأما همام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم فلن يسلموه لي فأدفعه إليكم يقتل بجريرة غيره، وأما أنا فهل هو إلا أن تجول الخيل جولة غدا فأكون أول قتيل بينها فما أتعجل الموت؛ ولكن لكم عندي خصلتان أما إحداهما : فهؤلاء بني الباقون فعلقوا في عنق أيهم شئتم نسعة فانطلقوا به إلى رحالكم فاذبحوه ذبح الجزور، وإلا فألف ناقة سود الحدق، حمر الوبر أقيم لكم بها كفيلا من بني وائل.
فغضب القوم، وقالوا : لقد أسأت تبذل لنا ولدك، وتسومنا اللبن من دم كليب ونشبت الحرب بينهم.

Twitter Facebook Whatsapp