كان قيسُ بنُ رِفَاعَةَ يَفِدُ سَنَةً إلى النَّعمانِ الَّلخْمِيِّ بالعراقِ، وَسَنَةً إلى الحارِثِ بنِ أبي شَمِرٍ الغَسَانِيِّ بالشأم، فقال له يومًا وهو عندَه:
يا ابنَ رِفَاعَةَ، بَلَغَنِي أَنَّك تُفَضِّلُ النُّعمانَ عَلَيَّ!
قال:
وكيفَ أُفَضِّلُهُ عليكَ أَبَيْتَ الَّلعْنَ؟! فواللهِ لَقَفَاكَ أَحْسَنُ مِن وَجهِهِ، ولأُمُّكَ أَشْرَفُ مِن أَبْيهِ، ولأَبُوكَ أَشْرَفُ مِن جميعِ قومِهِ، وَلَشِمَالُكَ أَجْوَدُ مِن يَمِينِهِ، ولَحِرْمَانُكَ أَنْفَعُ مِن نَدَاهُ، وَلَقَلِيْلُكَ أَكثرُ مِن كَثَيرِهِ، وَلَثِمَادُكَ أَغْزَرُ مِن غَدِيرِهِ، وَلَكُرْسِيُّكَ أَرْفَعُ مِن سَرِيرِهِ، وَلَجَدْوَلُكَ أَغْمَرُ مِن بُحُورِهِ، وَلَيَوْمُكَ أَفْضَلُ مِن شُهُورِهِ، وَلَشَهْرُكَ أَمَدُّ مِن حَوْلِهِ، وَلَحَوْلُكَ خَيرٌ مِن حِقْبِهِ، وَلَزَنْدُكَ أَوْرَى مِن زَنْدِهِ، وَلَجُنْدُكَ أَعَزُّ مِن جِنْدِهِ، وَإِنَّكَ لَمِنَ غَسَّانَ أَرْبَابِ الملوكِ وَإِنَّه لَمِنْ لَخْمَ الكثيرِ النَّوْكِ، فكيفَ أُفَضِّلُهُ عليكَ؟!
يا ابنَ رِفَاعَةَ، بَلَغَنِي أَنَّك تُفَضِّلُ النُّعمانَ عَلَيَّ!
قال:
وكيفَ أُفَضِّلُهُ عليكَ أَبَيْتَ الَّلعْنَ؟! فواللهِ لَقَفَاكَ أَحْسَنُ مِن وَجهِهِ، ولأُمُّكَ أَشْرَفُ مِن أَبْيهِ، ولأَبُوكَ أَشْرَفُ مِن جميعِ قومِهِ، وَلَشِمَالُكَ أَجْوَدُ مِن يَمِينِهِ، ولَحِرْمَانُكَ أَنْفَعُ مِن نَدَاهُ، وَلَقَلِيْلُكَ أَكثرُ مِن كَثَيرِهِ، وَلَثِمَادُكَ أَغْزَرُ مِن غَدِيرِهِ، وَلَكُرْسِيُّكَ أَرْفَعُ مِن سَرِيرِهِ، وَلَجَدْوَلُكَ أَغْمَرُ مِن بُحُورِهِ، وَلَيَوْمُكَ أَفْضَلُ مِن شُهُورِهِ، وَلَشَهْرُكَ أَمَدُّ مِن حَوْلِهِ، وَلَحَوْلُكَ خَيرٌ مِن حِقْبِهِ، وَلَزَنْدُكَ أَوْرَى مِن زَنْدِهِ، وَلَجُنْدُكَ أَعَزُّ مِن جِنْدِهِ، وَإِنَّكَ لَمِنَ غَسَّانَ أَرْبَابِ الملوكِ وَإِنَّه لَمِنْ لَخْمَ الكثيرِ النَّوْكِ، فكيفَ أُفَضِّلُهُ عليكَ؟!