موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> الحسن البصري >> خطبة الحسن إذا قرأ {ألهاكم التكاثر}
كان إذا قَرَأَ { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } قال :
عَمَّ أَلْهَاكم؟ عن دارِ الخلودِ، وَجَنَّةٍِ لا تَبِيدُ. هذا واللهِ فَضَحَ القومَ، وَهَتَكَ السِّتْرَ، وأَبْدَى العُوَارَ؛ تُنْفِقُ مِثْلَ دينِك في شَهَواتِكَ سَرَفًا، وَتَمْنَعُ في حِقِّ اللهِ دِرْهَمًا، سَتَعْلمُ يا لُكَعُ.
الناسُ ثلاثةٌ : مُؤْمِنٌ، وكَافِرٌ، ومَنَافِقٌ. فأَمَّا المُؤْمِنُ فَقَدْ أَلْجَمَه الخوفُ، وَقَوَّمَهُ ذِكْرُ العَرْضِ. وأَمَا الكَافِرُ فَقَدْ قَمَعَهُ السَّيْفُ، وَشَرَّدَهُ الخوفُ، فَأَذْعَنَ بالجِزْيَةِ، وَسَمَحَ بالضَّرِيبةِ. وأَمَّا المنافقُ ففي الحُجُرَاتِ والطُّرُقُاتِ، يُسِرُّونَ غيرَ ما يُعْلِنونَ، ويُضْمِرُونَ غيرَ ما يُظْهِرُونَ، فاعْتَبِرُوا إنِكارَهم رَبَّهم بأعمالهم الخبيثةِ.
ويلكَ قَتَلْتَ وَلِيَّهُ، ثم تَتَمَنَّى عليه جَنَّتَهُ!

Twitter Facebook Whatsapp