موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> الحسن البصري >> خطبة وعظية : رحم الله عبدا كسب طيبا
وكان يقولُ:
رَحِمَ اللهُ عبدًا كَسَبَ طَيِّبًا، وأَنْفَقَ قَصْدًا، وقَدَّمَ فَضْلاً.
وَجِّهُُوا هذه الفضولَ حيثُ وَجَّهها اللهُ، وضعوها حيثُ أَمَرَ اللهُ؛ فإِنَّ مَن كان قبلَكم كانوا يأخذون مِن الدنيا بلاغَهم، ويُؤْثِرونَ بالفضلِ.
ألا إِنَّ هذا الموتَ قَد أَضَرَّ بالدنيا فَفَضَحَها، فلا واللهِ ما وَجَدَ ذو لُبٍّ فيها فَرَحَا؛ فإِيَّاكم وهذه السُّبَلَ المُتَفَرِّقَةَ التي جِمَاعُها الضَّلالةُ، ومِيعادُها النّارُ.
أَدْرَكْتُ مِن صدرِ هذه الأمةِ قومًا كانوا إذا جَنَّهم الليلُ فَقِيامٌ على أطرافِهم يَفْتَرِشون خُدودَهم، تَجْرِي دموعُهم على خدودِهم، يُناجون مولاهم في فَكَاكَ رِقَابِهم؛ إذا عَمِلُوا الحسنةَ سَرَّتْهم وسألوا اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَها مِنهم، وإذا عَمِلُوا سِيِّئَةً سَاءِتْهم وسألوا اللهَ أَنْ يَغْفِرَها لهم.
يا ابنَ آدمَ؛ إِنْ كان لا يُغْنِيك ما يَكْفِيك فليس ها هنا شيءٌ يُغْنِيك، وَإِنْ كان يُغْنِيك ما يَكْفِيك فالقليلُ مِن الدّنيا يَكْفِيك.
يا ابنَ آدمَ لا تَعْمَلْ شَيئًا مِن الحَقِّ رِياءً، ولا تَتْرُكْه حياءً.

Twitter Facebook Whatsapp