موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> سفانة بنت حاتم >> سفانة بنت حاتم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
حدَّث الخليفةُ عليٌّ -رضي الله عنه- قال :
لَمَّا أَتَيْنَا بسبايا طَيِّئٍ كانت فى النساءِ جاريةٌ جميلةٌ؛ وهي سَفَّانَةُ بنتُ حاتِمٍ، فلمَّا رَأَيْتُها أُعْجِبْتُ بها، فقلتُ :
لأَطْلَبَنَّها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِيَجْعَلَها مِن فَيْئِي، فلمَّا تَكَلَّمَتْ أُنْسِيْتُ جمالهَا لِمَا سَمِعْتُ مِن فصاحَتِها، فقالت :
يا محمدُ، هَلَكَ الوَالِدُ، وغابَ الوَافِدُ، فإنْ رأيتَ أَنْ تُخَلِّي عنِّي فلا تُشْمِتَ بي أحياءَ العربِ؛ فإنِّي بنتُ سَيِّدِ قومِي، كان أبي يَفُكُّ العانِي، وَيَحْمِي الذِّمارَ، ويُقْرِي الضَّيفَ، وَيُشْبِعُ الجائِعَ، وَيُفَرِّجُ عن المكروبِ، ويُطْعِمُ الطعامَ، ويُفْشِي السلامَ، ولم يَرَدَّ طالبَ حاجةٍ قطُّ، أنا بنتُ حاتِمِ طَيٍّئٍ.
فقال لها رسولُ اللهِ : يا جاريةُ، هذه صفةُ المؤمنِ، لو كان أبوك إسلاميًّا لَتَرَحَّمْنَا عليه. خَلُّوا عنها فإنْ أباها كان يُحِبُّ مكارمَ الأخلاقِ، واللهُ يُحِبُّ مكارمَ الأخلاقِ.

Twitter Facebook Whatsapp