موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> عمر بن عبد العزيز >> خطبته في ذم الدنيا
وخطب فقال :
إِنَّ الدّنيا ليستْ بدارِ قَرَارٍ، دارٌ كتبَ اللهُ عليها الفناءَ، وكتبَ على أهلِها مِنها الظَّعَنَ، فكم عامِرٍ مُوثَقٍ عَمَّا قليلٍ يَخْرُبُ، وكم مُقِيمٍ مُغْتَبِطٍ عَمَّا قليلٍ يَظْعَنُ، فأحْسِنُوا رَحِمَكم اللهُ منها الرِّحلةَ بأحسنِ ما يَحْضُرُكم مِن النَّقْلَةِ، وتَزَوَّدُوا فإِنَّ خيرَ الزَّادِ التقوى؛ إنما الدّنيا كَفَيءِ ظِلالٍ قَلُصَ فَذَهَبَ، بَيْنَا ابنُ آدمَ في الدّنيا مُنَافِسٌ وبها قريرُ عينٍ إذ دعاه اللهُ بِقَدَرِهِ، ورماه بيومِ حَتْفِهِ، فَسَلَبَه آثارَه وديارَه ودُنْياه، وصَيَّرَ لقومٍ آخرين مصانِعَه ومَغْنَاه، إِنَّ الدّنيا لا تَسُرُّ بِقَدْرِ ما تَضُرُّ، إنها تَسُرُّ قليلاً، وتَجُرُّ حُزْنًا طويلاً.

Twitter Facebook Whatsapp