موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> عمر بن عبد العزيز >> خطبة : من وصل أخاه
مَن وَصَلَ أخاه بنصيحةٍ له في دينِه، ونَظَرَ له في صلاحِ دنياه فقد أحسنَ صِلَتَهُ، وأَدَّى واجبَ حَقِّهِ؛ فاتَّقوا اللهَ فإنَّها نصيحةٌ لكم في دينكم فاقْبَلُوها، ومَوْعِظَةٌ مُنْجِيَةٌ في العَوَاقِبِ فالْزَمُوها، الرِّزْقُ مَقْسومٌ فلن يَعْدُو المُؤْمِنَ ما قُسِمَ له فَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ؛ فإِنَّ في القنوعِ سَعَةً وبُلْغَةً وكَفَافًا؛ إِنَّ أجلَ الدنيا في أعناقِكم، وجهنمَّ أمامَكم، وما ترون ذاهِبٌ، وما مضى فكأَنْ لم يَكُنْ، وكلٌّ أمواتٍ عن قريبٍ، وقد رأيتم حالاتِ الميِّتِ وهو يَسوقُ، وبعد فَرَاغِه وقد ذاقَ الموتَ والقومُ حولَه يقولون قد فَرِغَ رَحِمَه اللهُ، وعاينتم تعجيلَ إخراجِه، وقِسْمَةَ تُرَاثِهِ، وَوَجْهُهُ مَفْقُودٌ، وذِكْرُهُ مَنْسِيٌّ، وبابُه مَهْجُورٌ كأَنْ لم يُخَالِط إخوانَ الحِفَاظِ، ولم يَعْمُر الديارَ؛ فاتقوا هَوْلَ يومٍ لا يُحْقَرُ فيه مِثْقَالُُ ذَرَّةٍ في الموازين.

Twitter Facebook Whatsapp