موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

وَحَدَّثَ شبيبُ بنُ شيبةَ عن أبي عبد الملك قال :
كنتُ مِن حَرَسِ الخلفاءِ قبلَ عمرَ فكنَّا نقومُ لهم ونَبْدَؤُهم بالسلامِ، فخرج علينا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ -رضي الله عنه- في يوم عيدٍ وعليه قَمِيصُ كَتَّانٍ وعِمَامةٌ على قَلَنْسُوةٍ لاطِئَةٍ فَمَثَلْنَا بينَ يديه، وسَلَّمنا عليه.
فقال :
مَهْ! أنتم جماعةٌ وأنا واحدٌ، السلامُ عَلَيَّ والرَّدُّ عليكم.
وسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا، وقُرِّبَتْ له دابَّتُه، فأعرضَ عنها، ومَشَى وَمَشَينا حتى صَعِدَ المنبرَ، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال :
وَدِدْتُ أَنَّ أغنياءَ الناسِ اجْتَمَعُوا فَرُدُّوا على فُقَرائِهم حتى نستوي نحن بهم، وأكون أنا أَوَّلَهم.
ثم قال :
مالي وللدنيا أم مالي ولها؟!
وتَكَلَّم فَأَرَقَّ حتى بكى الناسُ جميعًا يمينًا وشمالاً، ثم قَطَعَ كلامَه، ونَزَلَ فَدَنَا منه رَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، فقال له :
يا أميرَ المؤمنينَ، كَلَّمْتَ الناسَ بِمَا أَرَقَّ قلوبَهم وأبكاهم ثم قَطَعْتَه أحوجَ ما كانوا إليه.
فقال :
يا رجاءُ، إنِّي أَكْرَهُ المُبَاهَاةَ.

Twitter Facebook Whatsapp