الرئيسة >> التصنيفات >> فائت الأمثال، فواز اللعبون >> 26 - «لَوْ أَنْصَفْتَ نَفْسَكَ لَـمْ تُشَامِخْ»
وهوَ مَثَلٌ يُقَالُ لِلسَّادِرِ في ضَلالِه، المُعْرِضِ عَنِ التَّفَكُّرِ في حَالِه، ثُمَّ نَشَأَتْ لَهُ نِعْمَةٌ حَدِيْثَة، فلَقِسَتْ نَفْسُهُ الـخَبِيْثَة، ورَأَى الكِبْرَ عَلَى البَرِيَّة، ولَـمْ تَكُنْ لَهُ مِنْ قَبْلُ أَهَمِيَّة، والتَّشَامُخُ تَصَنُّعُ الشُّمُوْخ، والتَّـبَاهي بِرَأْسٍ مَنْفُوْخ.
وأَصْلُ المَثَلِ أنَّ رَجُلاً كَانَ لهُ جارٌ قَدِيْم، وبَيْنَهُمَا مِنَ الوِدَادِ قَدْرٌ عَظِيْم، فكَانَا إذا اجْتَمَعَا يَتَصَافَعَان، وبِكُلِّ فُنُوْنِ المُـزَاحِ يَأْتِيَان، ولَـمْ يَكُنْ في قَلْبَـيْهِمَا إلاّ الإخَاء، وكَانَا مَضْرِبَ المَثَلِ في الوَفَاء، فشَاءَ ذُو النِّعَمِ العَمِيْمَة، أنْ يُوَاصِلَ الـجَارُ تَعْلِيْمَه، ومَعَ أنَّهُ كانَ مَـحْدُوْدَ الفَهْمِ والاسْتِيْعَاب، وبَيْنَهُ وبَيْنَ النُّـبُوْغِ أَبْوَابٌ وحُجَّاب، إلاّ أنَّهُ تَابَعَ في العِلْمِ مَسْرَاه، حَتَّى حَصَلَ عَلَى الدُّكْتُوْرَاه، ففَرِحَ لهُ نَدِيْمُهُ وبَارَك، ودَعَا لهُ اللهَ تَـبَارَك، ولَكِنَّ الـجَارَ ذَا الدَّال، بَدَأَ يَزْهُو ويَـخْتَال، فرَفَضَ الصَّفْعَ عَلَى قَفَاه، ولَيْتَ أنَّ رَفْضَه كَفَاه، بَلْ لَـمْ يَعُدْ يُـزَاوِرُ نَدِيْمَه، ولا يَـرُدُّ عَلَيْهِ تَسْلِيْمَه.
وحِيْنَ ضَاقَ بالنَّدِيْمِ الـحَال، أَقْسَمَ بِذِي العِزَّةِ والـجَلال، أنْ يُسْمِعَهُ قَصِيْدَةً عَصْمَاء، تَسْرِي أَصْدَاؤها في الأَنْحاء، فاعْتَـرَضَهُ اعْتِرَاضَ المُنْدَفِع، وأَنْشَدَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِع:
لَـحَاكَ اللهُ مِنْ رَجُلٍ ضَئيْلٍ *** يَـتِـيْهُ عَلَى أَحِبَّتِهِ ب? (دَالِ)
وَلَوْ أَنْصَفْتَ نَفْسَكَ لَـمْ تُشَامِخْ *** بِمِنْخَرِكَ القَصِيْرِ ذُرَى الـجِبَالِ
فَمَا في التِّيْهِ لِلْعُقَلاءِ فَخْرٌ *** وَلَكِنْ في المَقَالِ وفي الفَعَالِ
أَتَذْكُرُ إذْ ثِيَابُكَ بَالِيَاتٌ؟ *** وَأَنْفَكَ إذْ يَسِيْلُ عَلَى السِّبَالِ؟
وَإذْ تَـجْرِي تُطَارِدُ كُلَّ هِرٍّ *** وَتَـمْشِي في الطَّرِيْقِ بِلا نِعَالِ؟
وَإذْ تَأْوِي إلى سَطْحِي طَرِيْداً *** وَتَقْضِي في مُنَادَمَتِي اللَّيَالي؟
غَدَاةَ قَفَاكَ يَعْكِسُ رَجْعَ صَفْعِي *** وَأَنْتَ مِنَ السَّعَادَةِ لا تُـبَالي
فَسُبْحَانَ الذي أَعْطَاكَ (دَالاً) *** وَزَادَكَ رِفْعَةً بَعْدَ اسْتِفَالِ
وأَصْلُ المَثَلِ أنَّ رَجُلاً كَانَ لهُ جارٌ قَدِيْم، وبَيْنَهُمَا مِنَ الوِدَادِ قَدْرٌ عَظِيْم، فكَانَا إذا اجْتَمَعَا يَتَصَافَعَان، وبِكُلِّ فُنُوْنِ المُـزَاحِ يَأْتِيَان، ولَـمْ يَكُنْ في قَلْبَـيْهِمَا إلاّ الإخَاء، وكَانَا مَضْرِبَ المَثَلِ في الوَفَاء، فشَاءَ ذُو النِّعَمِ العَمِيْمَة، أنْ يُوَاصِلَ الـجَارُ تَعْلِيْمَه، ومَعَ أنَّهُ كانَ مَـحْدُوْدَ الفَهْمِ والاسْتِيْعَاب، وبَيْنَهُ وبَيْنَ النُّـبُوْغِ أَبْوَابٌ وحُجَّاب، إلاّ أنَّهُ تَابَعَ في العِلْمِ مَسْرَاه، حَتَّى حَصَلَ عَلَى الدُّكْتُوْرَاه، ففَرِحَ لهُ نَدِيْمُهُ وبَارَك، ودَعَا لهُ اللهَ تَـبَارَك، ولَكِنَّ الـجَارَ ذَا الدَّال، بَدَأَ يَزْهُو ويَـخْتَال، فرَفَضَ الصَّفْعَ عَلَى قَفَاه، ولَيْتَ أنَّ رَفْضَه كَفَاه، بَلْ لَـمْ يَعُدْ يُـزَاوِرُ نَدِيْمَه، ولا يَـرُدُّ عَلَيْهِ تَسْلِيْمَه.
وحِيْنَ ضَاقَ بالنَّدِيْمِ الـحَال، أَقْسَمَ بِذِي العِزَّةِ والـجَلال، أنْ يُسْمِعَهُ قَصِيْدَةً عَصْمَاء، تَسْرِي أَصْدَاؤها في الأَنْحاء، فاعْتَـرَضَهُ اعْتِرَاضَ المُنْدَفِع، وأَنْشَدَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِع:
لَـحَاكَ اللهُ مِنْ رَجُلٍ ضَئيْلٍ *** يَـتِـيْهُ عَلَى أَحِبَّتِهِ ب? (دَالِ)
وَلَوْ أَنْصَفْتَ نَفْسَكَ لَـمْ تُشَامِخْ *** بِمِنْخَرِكَ القَصِيْرِ ذُرَى الـجِبَالِ
فَمَا في التِّيْهِ لِلْعُقَلاءِ فَخْرٌ *** وَلَكِنْ في المَقَالِ وفي الفَعَالِ
أَتَذْكُرُ إذْ ثِيَابُكَ بَالِيَاتٌ؟ *** وَأَنْفَكَ إذْ يَسِيْلُ عَلَى السِّبَالِ؟
وَإذْ تَـجْرِي تُطَارِدُ كُلَّ هِرٍّ *** وَتَـمْشِي في الطَّرِيْقِ بِلا نِعَالِ؟
وَإذْ تَأْوِي إلى سَطْحِي طَرِيْداً *** وَتَقْضِي في مُنَادَمَتِي اللَّيَالي؟
غَدَاةَ قَفَاكَ يَعْكِسُ رَجْعَ صَفْعِي *** وَأَنْتَ مِنَ السَّعَادَةِ لا تُـبَالي
فَسُبْحَانَ الذي أَعْطَاكَ (دَالاً) *** وَزَادَكَ رِفْعَةً بَعْدَ اسْتِفَالِ